إستراتيجية إيران تجاه القرن الأفريقي

تعد القارة الأفريقية المساحة الجغرافية الأوسع والأكثر دينامية وتأثيرًا، مقارنة بمنطقتي آسيا الوسطى والقوقاز، التي يمكن لإيران خلق مساحات نفوذ فيها أو نقاط ارتكاز موصولة بدائرة أمنها القومي بالخليج، ويمكن ربطها بعمقها الاستراتيجي بمنطقة غرب آسيا. وعلى الرغم من أن ذلك ليس سهلا، إلا أن تحركاتها الأخيرة تؤكد أن أفريقيا باتت أصبحت هدفًا استراتيجيًا لها. خاصة أنها تدرك أن هذه القارة مقبلة على تطوير استراتيجية استخدام مواردها الطبيعية على نحو يساعد في بناء قدراتها حتى تصبح لاعبا استراتيجيًا في المجتمع الدولي، بحلول عام 2050م، ولذا تنظر إيران إليها على أنها بمثابة قارة الفرص التي يمكن أن تحقق طموحاتها الاستراتيجية وأهدافها المختلفة

وتستند إيران في تحركاتها تجاه القرن الأفريقي وشرق أفريقيا إلى أنها بمثابة الامتداد الجيوسياسي لمركزية موقعها بمنطقة الخليج العربي، الذي يمنحها الحق في أداء دور فاعل في تأمين حركة الملاحة والتصدي للقرصنة البحرية. كما تتصور أن هذه المنطقة يمكن أن تصبح ساحة مواتية لنقل مواجهاتها الجيوسياسية مع خصومها ومنافسيها بعيدًا عن الدائرة الأولى لأمنها القومي بمنطقة الخليج العربي.

وبناء على هذا، تبنت إيران استراتيجية فاعلة لإعادة بناء نفوذها هناك على نحو يمكنها من استعادة التوازن مع هؤلاء الخصوم والمنافسين، وتحقيق تفوق جيوسياسي يرد لهم التحدي بالمثل انطلاقا من نقطة تحسين علاقاتها المتدهورة بدول القرن الأفريقي وشرق أفريقيا.

متابعة القراءة