الرئيسية » الدراسات » الدولة الفلسطينية؛ أبعاد الاعترافات الأوربية

الدولة الفلسطينية؛ أبعاد الاعترافات الأوربية

الكاتب:

خامسا: تحولات داخل السياسة الأمريكية
يدرك الأوروبيون أن الانتخابات الأمريكية مشحونة بملف دعم إسرائيل. ولا ترغب الإدارة الأمريكية في أن تُتهم بالضغط على إسرائيل قبيل إجراء هذه الانتخابات. لذلك وجدوا أنفسهم مضطرين لملء «الفراغ السياسي» بدلاً من انتظار واشنطن، حتى يحافظوا على موقعهم المؤثر في الصراع. إضافة إلى الحسابات التالية
  • عدم ترك الساحة خالية أمام الصين وروسيا اللتين تقدمان نفسيهما كداعمتين لحقوق الفلسطينيين.
  • إرسال رسالة مفادها أنها لاعب دولي مستقل، ليس مجرد تابع لواشنطن. خاصة فرنسا التي تسعى لتعزيز صورتها كقوة دبلوماسية وسيطة بين الغرب والعالم العربي.
وهنا إذا تساءلنا: هل الاعتراف الغربي يساعد في الضغط على الاحتلال؟ وكيف؟ وما الوسائل؟ وما المطلوب من المجتمع الدولي لتنفيذ حل الدولتين؟ فإننا نجيب بأنه على الرغم من أن هذا الاعتراف ليس كافياً. ولكنه يحقق عدة نقاط هامة:
  • رمزية قوية ومصداقية سياسية: الاعتراف الرسمي من فرنسا، بريطانيا، كندا، وغيرها يُرسل رسالة قوية بأن المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على تجاهل الواقع على الأرض والتجاوزات.
  • أساس قانوني أقوى للمساءلة الدولية: هذا الاعتراف يجعل من السهل استخدام المحاكم الدولية، منها الجنائية الدولية والمنظمات الحقوقية، لرفع قضايا تتعلق بالاستيطان والجرائم حسب القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
  • فرصة لفرض شروط: الدول المعترفة يمكن أن تربط علاقاتها الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية مع إسرائيل بشروط حقوقية. مثل مراجعة الاتفاقيات التي تدعم المستوطنات واستثناء ملفات حقوق الإنسان من التعاطي الدبلوماسي العادي.
ويمكن استثمار هذا الاعتراف في اتخاذ خطوات تشكل مسار ضغط على إسرائيل، عبر التالي:
  • آليات قانونية: لرفع قضايا في المحاكم الدولية بحق الاحتلال، الاستيطان، تدمير البنية التحتية، الانتهاكات الإنسانية. واستخدام قرارات الأمم المتحدة والمجالس الحقوقية لإعادة نشر الوعي وكسر التعتيم الإعلامي.
  • ضغوط اقتصادية: عبر مراجعة تحالفات تجارية واتفاقيات مع إسرائيل؛ ربما فرض قيود على المنتجات القادمة من المستوطنات. وتشجيع مقاطعة اقتصادية جزئية من قبل مؤسسات وأفراد تدعم القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
  • ضغوط سياسية ودبلوماسية: عبر حملات الحشد لتبني الدول التي لم تعترف بعد، لعمل ما هو أكثر من التصريحات (سفراء، مؤسسات دبلوماسية، مساهمات في الأمم المتحدة وغيرها). واستثمار الاعتراف في صنع تحالفات دولية مؤثرة تطالب بخارطة طريق واضحة، ومراقبة تنفيذها. والضغط على الحكومة الإسرائيلية من خلال الوسطاء (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الدول العربية)، لإجبارها على الدخول في مفاوضات بناءة.
  • إعادة بناء مؤسسات الفلسطينية: لضمان وجود حكومة فلسطينية شفافة ومسؤولة تُحافظ على حقوق الإنسان، تُنفذ إصلاحات، تُدير غزة والضفة بكفاءة، وتستعد لإدارة دولة. وتعزيز قدرات الحكم المحلي، القضاء، الأمن المدني، الإدارة المالية، إنفاذ القانون.
  • توظيف الرأي العام والإعلام العالمي: في حشد التضامن العالمي عبر المنظمات غير الحكومية، وسائل الإعلام، المنتديات الدولية، شبكات التواصل. تسليط الضوء على الانتهاكات، المعاناة الإنسانية، الفجوة بين الأقوال والأفعال.
وهي خطوات من الضروري ان يتخذها المجتمع الدولي ليصبح حل الدولتين واقعا وليس مجرد لغة سياسية او تصبح الاعترافات مجرد مواقف تطهر ومصلحية آنية.
  • ‌أ- خارطة طريق واضحة مع جداول زمنية: الإعلان يجب أن يُترجَم إلى مراحل محددة: متى تُفرَج عن المستوطنات؟ متى تُنسحَب القوات من أجزاء محددة؟ متى تجري الانتخابات الفلسطينية؟ متى يبدأ تطبيق سيادة فلسطينية في الضفة الشرقية؟
  • ‌ب- ضمانات دولية ومراقبة التزام الأطراف: مثلاً، بعثة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار، انسحاب القوات، الالتزام بحقوق الإنسان، تنفيذ بنود الإعلان.
  • ‌ج- شروط مسبقة متوازية: الطرفان، وخاصة إسرائيل، يجب أن يُطلب منه تنفيذ خطوات ملموسة قبل، أو بالتزامن مع الاعترافات والقرارات الدولية: وقف بناء المستوطنات، رفع الحصار عن غزة، السماح بالوصول الإنساني، إنهاء العقبات أمام حكم فلسطيني فعلي على الأرض.
  • ‌د- مشاركة أمريكية أو ضمانات أمريكية: بما لها تأثير كبير على إسرائيل أمنياً ودبلوماسياً. إذا لم تُلبِّ الولايات المتحدة دورها أو تشارك فعلياً في الضغوط، فالتغييرات ستكون بطيئة وقد تُعامل على أنها من قبيل “ضغط خارجي فقط”.
  • ‌ه- دعم اقتصادي وإعادة إعمار: فلا يكفي أن تُقرَّ الدولة فلسطينياً على الورق، يجب أن تُوفَّر الإمكانيات الاقتصادية، البُنى التحتية، الخدمات الأساسية، التنمية، حتى تكون الدولة قابلة للحياة على أرض الواقع.
  • ‌و- تجفيف مصادر العنف: عبر تشجيع الفصائل المسلحة على تسليم سلاحها، ودمجها أو خضوعها للسلطة. وضمان ألا يكون هناك بديل آخر يطمح لحل خارج إطار الدولتين، أي عبر الاستعاضة عنه بحلول أحادية.
  • ‌ز- تحفيز المجتمعات العربية والإسلامية والدول النامية على العمل الجماعي، والتنسيق مع المنظمات الدولية، لدعم فلسطين في المنظمات الدولية والمحافل القانونية.
  • ‌ح-
    مراجعة للغة الخطاب الداخلي: الذي يجب أن يقترن بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وضعهم القانوني، والاستجابة لضغوط الرأي العام، بما في ذلك في الدول الغربية، من أجل استدامة القرار.

اترك تعليقا