الذكاء الاصطناعي تحول في استراتيجية إسرائيل العسكرية (2)
بواسطة :
مرحلة الاستخبارات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي (التنصت والتتبع)
اعتراض الاتصالات: اعترضت وحدة استخبارات إسرائيلية (مثل وحدة 8200) الاتصالات بين مقرات حزب الله والمقاتلين في الميدان. من خلال تحليلها، تم تحديد أن جهاز «البيجر» هو أداة مركزية.
تحديد الأنماط بالذكاء الاصطناعي: استخدمت الخوارزميات في تحليل كميات هائلة من البيانات لـ:
التعرّف على الصوت: تمييز أصوات القادة والمشغّلين الذين يستخدمون الجهاز.
نمذجة السلوك: فهم أوقات استخدام الجهاز، والمواقع النموذجية لذلك، وتسلسل الأوامر التي يتم إرسالها.
التنبؤ بالتحركات: توقع مكان وكيفية استخدام الجهاز في المستقبل.
مرحلة التلاعب بالجهاز (الحرب الإلكترونية الهجومية)
اختراق الجهاز: يُعتقد أن المخابرات الإسرائيلية، أو وحدة سايبر متخصصة، تمكنت من إدخال برمجية خبيثة (Malware) إلى جهاز «البيجر» أو إلى الشبكة التي يعمل عبرها. هذا تم عن طريق:
إرسال رابط، أو رسالة تصيد (Phishing) إلى مشغلي الجهاز.
استغلال ثغرة أمنية في برنامج الجهاز نفسه.
تغيير الوظيفة: تم تحويل الجهاز من أداة اتصال إلى «عبوة ناسفة عن بعد». تمت برمجة البرمجية الخبيثة لجعل الجهاز ينفجر عند تشغيله أو عند استقباله أمرًا معينًا.
مرحلة التنفيذ (الإيعاز بالتفجير)
الإشارة التفجيرية: في الوقت المحدد، أرسلت القيادة الإسرائيلية إشارة إلكترونية (مثل رسالة مشفرة) إلى أجهزة «البيجر» المخترقة.
آلية التفجير: احتوت الأجهزة على بطارية ليثيوم-أيون. يُعتقد أن البرمجية الخبيثة تسببت في تفجير البطارية (Battery Explosion) عن طريق:
زيادة التيار الكهربائي المسحوب إلى درجة قصوى.
منع أنظمة السلامة الداخلية من العمل.
تسخين البطارية بسرعة حتى الانفجار.
انفجر الجهاز في وجه مشغله، مما تسبب في إصابات قاتلة أو بتر أطراف.
رابعا: دور الذكاء الاصطناعي بشكل مفصّل (The AI Connection)
لم يكن الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل كان «عاملًا تمكينيًّا رئيسيًّا» (Key Enabler) في كل مراحل العملية:
التحديد البيانات الضخمة وتحليلها: غربلة آلاف ساعات التسجيلات الصوتية والاتصالات للعثور على أي ذكر لكلمة “بيجر” أو إشارات مرتبطة به.
الاستهداف: تقييم كل مستخدم للجهاز بناءً على أهميته (قائد ميداني، مشغل صواريخ، إلخ) وتحديد أولويات الاغتيال.
التنفيذ: تحديد اللحظة المثلى لإرسال إشارة التفجير، عندما يكون الجهاز قيد الاستخدام وبعيدًا عن غير المستهدفين لزيادة التأثير وتقليل الإنكار.
التكيف: إذا حاول حزب الله تغيير تكتيكاته أو إجراءات الأمان، يمكن للخوارزمية أن تتعلم من هذه التغييرات وتقترح طرقًا جديدة للاختراق.
وهكذا، يمكن القول إن عملية «البيجر» لم تكن مجرد تفجير أجهزة، بل كانت «ضربة استخباراتية» معقدة تجسد تحول الحرب الحديثة إلى «الفضاء السيبيري-فيزيائي» (Cyber-Physical) كان الذكاء الاصطناعي هو العقل الذي مكّن من:
الفهم: فهم قيمة الجهاز ودوره.
التخطيط: وضع خطة لتحويله إلى سلاح.
التنفيذ: اختيار الوقت والمكان الأمثل لتحقيق أقصى تأثير.