من الذكاء الاصطناعي إلى الذكاء المعزَّز مستقبل التكامل بين العقل والآلة في العالم العربي
الكاتب:
المحور الأول: الإطار المفاهيمي والنظري
أولا: تطوّر المفهوم من الذكاء الاصطناعي إلى الذكاء المعزَّز:
ارتبط مصطلح الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) منذ ظهوره في خمسينيات القرن العشرين بمحاولات محاكاة القدرات الإدراكية البشرية – كالتفكير، والتعلّم، واتخاذ القرار – عبر نظم حاسوبية قادرة على معالجة البيانات بصورة مستقلة. وقد سعى روّاد المجال، مثل John McCarthy وMarvin Minsky، إلى تطوير أنظمة «تفكر» بطريقة مشابهة للعقل الإنساني. ([1])
إلا أن هذا التصور سرعان ما واجه محدودية معرفية وأخلاقية؛ إذ أظهرت التطبيقات أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع محاكاة الوعي البشري، أو سياقه القيمي الذي يحكم قراراته. ومن هنا بدأ التحول التدريجي نحو مفهوم الذكاء المعزَّز (Augmented Intelligence)، وهو اتجاه يسعى إلى تمكين الإنسان من خلال التكنولوجيا، لا استبداله بها، ويركز هذا النموذج على الشراكة بين الإنسان والآلة، حيث يُستثمر الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفكير البشري وتحسين جودة القرارات بدلاً من نزع السيطرة من العنصر البشري. وبذلك، يصبح الذكاء المعزّز امتدادًا للعقل الإنساني لا بديلًا عنه ([2])
ثانيا: الفرق المفاهيمي بين النموذجين:
المقارنة | الذكاء الاصطناعي (AI) | الذكاء المعزّز (Augmented Intelligence) |
الغاية الأساسية | أتمتة المهام واستبدال الجهد البشري | تمكين الإنسان وتحسين أدائه |
دور الإنسان | مراقب أو خارج دورة القرار | محور رئيسي ومصدر تغذية راجعة |
مفهوم السلطة المعرفية | تنتقل للآلة والخوارزمية | تبقى مشتركة بين الإنسان والنظام |
مجالات التطبيق | الصناعة، الروبوتات، الخدمات التقنية | التعليم، تحليل القرار، الإبداع، البحث العلمي |
الفلسفة الحاكمة | محاكاة الذكاء | تعزيز الذكاء |

