الرئيسية » الدراسات » إسرائيل الكبرى، الوعد الإمبريالي المقدس

إسرائيل الكبرى، الوعد الإمبريالي المقدس

بواسطة :

رابعًا: التصورات المقترحة للمواجهة:
تقتضي مواجهة التوسع الإسرائيلي مزيدا من التضامن والتكامل وإعادة ترتيب الأوليات، وخلق مساحات فاعلة لجامعة الدول العربية لتمكينها من الإسهام في حل الخلافات العربية، وتوحيد الجهود، سواء دبلوماسية كانت أو قانوني، في المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، وإعادة تعريف «العدو المركزي».
  • خسرت إسرائيل جانبا كبيرا من الرأي العام العالمي، وبعض الدوائر المؤثرة، في ظل ممارساتها العدوانية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني ومحاولتها اقتلاعه من أرضه، ويمكن البناء على ذلك في تأكيد عدالة القضية الفلسطينية، بسرديته المعبرة عن مأساة الشعب الفلسطيني، على نحو يفوق سردية الهولوكوست، خاصة في ظل المغالطات التاريخية حول المحرقة، وتعاطف النشء في المجتمعات الغربية مع الفلسطينيين، واستعداد الرأي العام الغربي لصياغة مواقفه، بعد أن ازدواجية المعايير بين تعامل الغرب مع الحرب الروسية-الأوكرانية، وتعامله مع الحرب الإسرائيلية على فلسطيني غزة.
  • ويمكن توظيف الإدراك العربي والإقليمي بأن التهديدات الإسرائيلية باتت هي التحدي الأكثر خطورة على الأمن العربي والإقليمي، في تقريب وجهات نظره القوى الإقليمية والعربية، بما يخدم أمنها القومي، ويؤسس لتحالف استراتيجي عربي- تركي- إيراني. على الرغم من تداخل قوى إقليمية (إيران- تركيا) في عدد من الصراعات والأزمات العربية، والتي ساهمت في تأجيج الانقسامات، إلا أن تلك التدخلات يمكن تحجيمها، إذا تم الاتفاق على تعميق العلاقات البينية، والتأكيد على أن المرحلة الراهنة تقتضي العمل على أولوية تفعيل مسارات التقارب بين الدول العربية من جهة، وإيران وتركيا من جهة أخرى.
  • تجميد اتفاقيات التطبيع، التي ساعدت إسرائيل على تعديل صيغة (الأرض مقابل السلام) لـ (السلام مقابل السلام) التي أطلقها نتنياهو، وقد عملت الولايات المتحدة وإسرائيل على تشجيع بعض الدول العربية للقبول بعمليات التطبيع مقابل تذليل العقبات؛ كما في حالة السودان بإزالة اسمها من لائحة الدول الراعية للإرهاب، أو مثل المغرب حينما اعترفت الولايات المتحدة بسيادتها على الصحراء الغربية، أو لأهداف تكنولوجية وسياسية مثل الإمارات العربية المتحدة.
ولا تزال الفرصة قائمة في استخدام عمليات التطبيع كورقة ضاغطة على إسرائيل لإجبارها على وقف الانتهاكات الإسرائيلية في كل من غزة والضفة. ([i] خاصة أن بوادر نجاح هذه الفرصة ظهرت في تجميد إسرائيل لضم الضفة، بعد أن هددت الإمارات بتجميد اتفاقيات إبراهام إن فعلت إسرائيل ذلك. وقد عكس هذا التجميد الأهمية الاستراتيجية لهذه الاتفاقيات في الفكر الإسرائيلي. مما يعني أن الضغط عليها من هذا المنطلق من شأنه تعزيز قدرة الدول العربية على مواجهة المشروع التوسعي الإسرائيلي.
  • وقد أقدمت إسرائيل، في الأيام القليلة الماضية، على توجيه ضربة عسكرية للمقر إقامة قادة حماس بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد أن حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، وهو ما وضع قطر في مأزق، خاصة وأن الدفاعات الجوية -أمريكية الصنع- تغافلت عن الهجوم. على الرغم من إعلان واشنطن في مارس 2022م، تصنيف قطر حليفًا رئيسيًا لها من خارج الناتو، إلا أنه لم يكن ذا قيمة مقابل التحالف الاستراتيجي الثابت بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وبالتالي فإن الواقع الحالي يحتم على الدول العربية، والخليجية منها خاصة، إعادة تقييم علاقاتها مع واشنطن، في ظل التعددية الناشئة. على الرغم من أن النظام العالمي لا يزال في مرحلة القطبية الواحدة.
  • إن سرعته التحول في النظام العالمي تفرض على الدول العربية عدم الالتجاء إلى دولة بعينها في مجال التسليح وتعزيز قدراتها على مجابهة المحاولات الإسرائيلية المحتملة من أدواتها الناعمة إلى أدواتها الخشنة. خاصة أن تهجير الشعب الفلسطيني بدفع سكان قطاع غزة نحو مصر، وسكان الضفة نحو الأردن، ومحو القضية الفلسطينية ليس نهاية المطاف لإسرائيل، لأنه خطوة أولية نحو تحقيق الإمبريالية المقدسة وإقامة «إسرائيل الكبرى» ذات العمق الاستراتيجي اللازم لحمايتها ضد أية هجوم عربي.
 للمراجع والهوامش متاحة بملف pdf