الرئيسية » كلمة المركز

كلمة المركز

بواسطة
لقد طور البحث العلمي الحضارة الإنسانية على مر العصور، ومثلما أفضى عصر النهضة إلى ثورة صناعية واسعة دفعت البشرية نحو التقدم، فقد أدى اختراع الحاسب الآلي وتطبيقاته إلى الانتقال إلى عصر الإنترنت وثورة المعلومات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي عززت قدرة الإنسان على إعادة تشكيل الحياة، بل وإحداث تحول جوهري في مفهوم القوة وأدواتها. من خلال التكامل بين التكنولوجيا وتطبيقاتها والعلوم العسكرية وتقنياتها، حتى بات امتلاك التقنيات التكنولوجية عنواناً للقوة العسكرية وأداة لها في تحقيق التوازن الاستراتيجي.
وهكذا أخذ العالم يمزج بين مفهومين: الجيوسياسية والتكنوسياسية وبين الجيوستراتيجية والتكنوستراتيجية على نحو جعل أساليب التفكير الاستراتيجي ومسارته تشهد تغييرات منهجية، من أجل صياغة مقاربات نظرية لمفهوم الاستراتيجية، من شأنها بناء هيكل جديد للهيمنة، عبر امتلاك التقنيات التكنولوجية الفائقة والسيطرة على الفضاء الاستراتيجي.
بل والاتجاه نحو بناء تحالف تقنيات ضمن تعددية تكنولوجية وصياغة مفهوم جديد للردع، بقدرات تكنوسياسية وتكنوستراتيجية حتى أصبحنا اليوم أمام تساؤلات مفادها:
كيف ستغير الثورة التكنولوجية هيكل القوة بأنماطها الاستراتيجية وتفاعلاتها؟
إلى أي مدى سوف تؤثر على طبيعة النظام الدولي وجوهر النظام الإقليمي في ظل هذه المقاربات الجديدة؟
ما مدى تأثير الثورة التكنولوجية على بقاء الدولة الوطنية؟ وما مدى استجابة الدولة الوطنية للتفاعل معها؟
هذه هي بعض من الفرضيات العلمية والتساؤلات التي يسعى المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية والتدريب إلى التبصر فيها والإجابة عنها، من خلال بحوثه ودراساته حول خصائص النظم الإقليمية وديناميات القوى الفاعلة، وتحليل سياستها الخارجية، والتنبؤ باستراتيجياتها. فضلاً عن محاولة تفسير أنماط التحولات الجيوستراتيجية والجيوقتصادية الطارئة على النظام الدولي في ضوء الأهداف الاستراتيجية للقوى الكبرى الفاعلة تجاه منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي ومدى تأثيرها على المصالح الوطنية.