إيران بالعبري (5)
بواسطة :
أولا: كيف تُستخدم التقنيات الفائقة في إدارة الصراع؟
أو بعبارة أخرى، كيف يمكن لإسرائيل استخدام تقنية ‹ستارلينك› (Starlink) لتوفير الإنترنت للإيرانيين عبر الأقمار الصناعية، بعيدا عن الإجراءات الرسمية وبمعزل عن الرقابة الحكومية المشددة على شبكة الانترنت داخل إيران؛ وذلك بهدف تعزيز قدرة المجموعات المناهضة للنظام الإيراني على التواصل السريع والتنظيم الفعال والعمل الميداني المنظم داخل المجتمع على نحو يسهم في تسريع وتيرة التغيير داخل إيران وإسقاط النظام القائم
وعلى الرغم من توفر خدمة ‹ستارلينك› في إيران حسب التقارير، إلا أن توفيرها على نطاق واسع ربما يعوقه ارتفاع تكلفة هذه الخدمة للمواطن العادي. ومن ثم برزت دعوات لتوفير الوصول المجاني إلى ‹ستارلينك› يمكن أن يكون خطوة حاسمة في دعم أولئك الذين يسعون للتغيير داخل إيران. مع الأخذ في الاعتبار أن مجرد توفر هذه التقنية لا يعني بالضرورة تبنيها على نطاق واسع بين الإيرانيين، ما لم تتم معالجة هذه المعوقات.
ولعل الدعوة التي تبنتها هذه الورقة التحليلية لاستخدام ‹ستارلينك› التي أطلقتها حديثا ‹شركة تقنيات استكشاف الفضاء› والمَعْروفَة باسم ‹سبيس إكس› (SpaceX) في يناير 2024م، لتقويض شرعية نظام الحكم الراهن في إيران وإسقاطه، عبر تفعيل تقنيات الاتصال الحر بين معارضيه، وبث قيم جديدة داخل المجتمع الإيراني، بمعزل عن رقابة الأجهزة الحكومية المختصة، يفرض علينا أن نستخلص النقاط التالية
جدارة التقنية كأداة للتغيير: وأصبحت عاملاً حاسماً في ديناميكيات التغيير الاجتماعي والسياسي. فقدرة الأفراد والجماعات على التواصل بحرية يمكن أن تكون الشرارة التي تحرك الجماهير وتدفع بهم إلى الاحتجاج، بل ودلع المجتمع إلى دائرة الفوضى لإفقاد أنظمة الحكم شرعية وجوده واستمرارها.
انتهاء عصر الرقابة الرقمية والتحكم في الاتصالات أو التواصل الاجتماعي، أو للسيطرة على تدفق المعلومات أو قمع المعارضة، أو منع الوصول الحر إلى الإنترنت بوصفه جزء أساسي من حرية التعبير والمجتمع المدني في العصر الحديث.
انتهاء عصر جدران الحماية الافتراضية، بعد أن برزت قدرة تقنية ‹ستارلينك› على توفير اتصال مباشر على الأجهزة عبر الأقمار الصناعية وتجاوز الأنظمة الرقابية. وأصبحت وسيلة لكسر “جدران الحماية بما يسمح بتدفق المعلومات بحرية أكبر. وهو ما تعد تطوراً مهماً يجعل الوصول والاتصال أسهل وأقل اعتماداً على أي بنية تحتية أرضية يمكن للحكومات التحكم فيها.
تأثير الدعم الخارجي: إذ يثير اقتراح الكاتب بتوفير خدمات ‹ستارلينك› مجانا كجزء من دعم التغيير في إيران، تساؤلات حول دور الدعم الذي تقدمه الجهات الفاعلة الخارجية. فبينما يمكن أن يعزز هذا الوصول المجاني قدرة المعارضة، فإنه قد يُنظر إليه أيضاً من قبل النظام وأجهزته الرسمية على أنه تدخل أجنبي في الشئون الداخلية للدول، مما قد يعقد الموقف السياسي.
ثانيا: لماذا تحييد التهديدات الإيرانية؟
ناقش اللواء احتياط ‹يعقوب عميدرور› المقال الذي نشره تحت عنوان: ‹إسرائيل تتحرك للقضاء على التهديد الإيراني› التحول الاستراتيجي لإسرائيل نحو ضرورة تحييد التهديد الإيراني بشكل مباشر، مؤكدا أن ذلك التحول أصبح خياراً حتميا؛ بعد أن وصلت إسرائيل إلى نقطة باتت ترى فيها أن الردع غير المباشر لم يعد كافياً، وأن العمل المباشر ضد قدرات إيران النووية والصاروخية. على اعتبار أن ذلك يعد امتداداً للمواجهات التي دارت بين الطرفين، بعد عملية 7 أكتوبر 2023م، وقد عكست الرؤية التي طرحها ‹عميدرور› مدى هيمنة التوتر والقلق على صانع القرار الإسرائيلي حيال جدية التهديدات الإيرانية، وتبرير الدعوة لضرورة تبني استراتيجية مقترحة لمواجهتها وتحييدها
ومن المعروف أن الاستراتيجية التي كانت تعتمدها إيران ضد إسرائيل، منذ سنوات، تقوم على ركيزتين: تطوير قدرتها على انتاج الأسلحة النووية، وإنشاء طوق ناري حول إسرائيل عبر مرتكزات محور المقاومة الإسلامية. غير أن عملية يوم 7 أكتوبر 2023م، أدت إلى انكشاف هذه الركيزة، خاصة أنها لم توفر الدعم المتوقع من الجماعات الأخرى لحركة المقاومة الإسلامية حماس ضد إسرائيل. وهو الأمر الذي أغرى إسرائيل بسرعة تحييد هذا الطوق، وخلق واقع جيوسياسي جديد يسمح لها بالوصول أسهل إلى إيران.
وقد أدى الوضع الجديد، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية أكدت تقدم إيران في تسليحها النووي وإنتاج الصواريخ، إلى دفع إسرائيل للنظر في حتمية توجيه ضربة استباقية ضد منشآت إيران النووية والصاروخية وتقليص قدرتها على إعادة تنشيط محور المقاومة مرة أخرى. وأشار ‹عميدرور› إلى أن الضربة المقترحة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني، إلا أنه شدد على التركيز على تحييد التهديدات المباشرة، بدلاً من تغيير النظام، نظراً لعدم وجود معارضة ذات مغزى له في الداخل، ناهيك عن الحرص على عدم الانزلاق إلى صراع إقليمي. ومن ثم قدم جملة من النقاط الرئيسية، أهمها ما يلي:
الربط بين 7 أكتوبر والتهديد الإيراني المباشر: يُعد تأطير أحداث 7 أكتوبر كجزء من مواجهات أوسع مع إيران، ودفع إسرائيل لتوجيه ضربة استباقية لإيران، نقطة محورية. تعكس إدراكاً بأن استراتيجية ‹احتواء› وكلاء إيران بمرتكزات محور المقاومة لن تكون كافية عندما يكون التهديد استراتيجيا.
انهيار استراتيجية الردع الإيرانية: خاصة أن عملية السابع من أكتوبر قد عطلت استراتيجية إيران لفرض ‹طوق النار› حول إسرائيل. إذا لم تتحقق استجابة واسعة من نظرائهم الآخرين، فقد يشير ذلك إلى ضعف التنسيق الإيراني معها وبينها، أو تردد من قبل بعض الجماعات.
الوصول إلى إيران؛ عبر خلق واقع جيوسياسي يسمح بوصول أسهل إليها. وتشير هذه الفكرة إلى أن عمليات إسرائيل العسكرية ضد وكلاء إيران في سوريا ولبنان وغزة قد أدت إلى تغييرات ميدانية تسمح بتصعيد أكبر ضد إيران نفسها.
الضربة الاستباقية خيار جاد، فقد ألمح المقال إلى أن إسرائيل ‹تدرس ضربة استباقية› ضد إيران، مدفوعة بتقدم برنامج إيران النووي والصاروخي، كما أشار إلى أن هذا الخيار يتم التعامل معه بجدية. وهذا ما يمثل في حد ذاته تصعيداً كبيراً في التفكير الأمني الإسرائيلي تجاه إيران.
الأهداف المحددة للضربة: فالتركيز على شل برنامج إيران النووي، وشل قدراتها على إنتاج الصواريخ، وتقليص قدرتها على إعادة تنشيط محور المقاومة، يُظهر أن أهداف إسرائيل التكتيكية والاستراتيجية، لم تكن بالضرورة تغيير النظام. خاصة أن إسرائيل لا تركز على إسقاطه في الوقت الراهن؛ نظرا لإيمانها بعدم وجود معارضة حقيقية له. وهذا يعني أنها ترى أن أي تدخل مباشر يجب أن يركز على شل القدرات العسكرية وليس على تغيير النظام السياسي.
ثالثا: ما المنطق الاستراتيجي لعملية الأسد الصاعد؟
قال البروفيسور المعروف ‹إفرايم إنبار› إن عملية ‹الأسد الصاعد› لا تهدف إلى تغيير النظام، بل هي جهد مُستهدف لتأخير طموحات إيران النووية وإعادة تشكيل الردع الإقليمي. وذلك في المقال الذي نشره معهد القدس للاستراتيجية والأمن بعنوان: المنطق الاستراتيجي وراء عملية إسرائيل المسماة “مع الأسود” في صراعها المستمر مع إيران. والذي قدم فيه رؤية واضحة للمنطق الأمني الإسرائيلي الذي يرى العمل العسكري ضد إيران ضرورة حتمية لحماية أمنها القومي في مواجهة تهديد نووي وصاروخي متزايد. على الرغم من أن فعالية هذه الاستراتيجية على المدى الطويل في تحقيق الأمن الكامل سوف تظل موضوعاً للنقاش والتقييم المستمر.
كما سلط ‹إفرايم إنبار› الضوء على أن هذه العملية كانت ضرورية للغاية بسبب التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي واستعدادها الواضح لضرب التجمعات السكانية الإسرائيلية. وأشار إلى أن القدرات العسكرية الإسرائيلية قد عُرضت بفعالية، مما عزز وضعها الرادع، حتى أثناء انخراطها في جبهات متعددة. وأن العملية نجحت في استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية ومخزونات الصواريخ الباليستية، بهدف القضاء على التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل.
وذكر المقال أيضاً أن العملية نجحت في القضاء على علماء رئيسيين مشاركين في مشروع إيران لتصنيع الأسلحة النووية، وهو ما سيؤخر على الأرجح أي محاولات مستقبلية لإعادة بناء قدرات مماثلة. كما قدم تحليلاً من وجهة نظر إسرائيلية للمنطق وراء عملية عسكرية ضد إيران. هناك عدة نقاط رئيسية تستحق التعليق عليها:
التهديد الوجودي الإيراني: تُبنى حجة المقالة على فكرة أن البرنامج النووي الإيراني وقدراتها الصاروخية تشكل “تهديداً وجودياً” لإسرائيل. ويمثل هذا المنظور هو حجر الزاوية في السياسة الدفاعية والأمنية الإسرائيلية تجاه إيران، وهو ما دفع إلى اتخاذ إجراءات عسكرية وقائية.
الردع مقابل العمل الوقائي: أشار المقال إلى أن العملية هدفت إلى تعزيز الردع الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن الطبيعة الهجومية للعملية حملت أيضاً طابع العمل الوقائي، أو الاستباقي لتقويض قدرات إيران قبل أن تتحقق أقصى مستوياتها. وهذا يثير تساؤلات حول التوازن بين هذه الاستراتيجيات.
تأكيد القدرات العسكرية: سلط المقال الضوء على استعراض إسرائيل لقدراتها العسكرية. في سياق الصراع متعدد الجبهات، مؤكدا على أن الحفاظ على التفوق العسكري والقدرة على الضرب بقوة، يعد أمراً بالغ الأهمية لإسرائيل حفاظا على مصداقية ردعها ضد خصومها.
استهداف الأصول الرئيسية: يشير استهداف البنية التحتية النووية ومخزونات الصواريخ الباليستية والعلماء إلى أن استراتيجية ضرب الأصول الأكثر أهمية في البرنامج العسكري الإيراني. قد يكون لها تأثير على المدى القصير والمتوسط في تأخير أو إعاقة تقدم البرنامج النووي والصاروخي الإيراني.
تداعيات طويلة الأجل: بينما أشار المقال إلى أن القضاء على العلماء سوف يؤخر جهود إيران، فإنه جادل حول ما إذا كانت هذه العمليات قد توقف البرنامج بشكل دائم، أو تدفع إيران إلى تسريع جهودها للانتقام أو إعادة البناء. تاريخياً، ولكن الضربات المحدودة لم تؤدِ إلى إنهاء البرامج النووية بشكل كامل.
رابعا: ماذا يمكننا أن نتعلم من هجوم إسرائيل على إيران؟
تناول معهد أبحاث الامن القومي الإسرائيلي الحرب من منظور استخلاص الدروس وإثارة المخاوف وطرح التساؤلات حول التداعيات المحتملة لهذه الحرب. وقد طرح رؤية حول المنطق الإسرائيلي وراء الهجوم، ولكنه ترك أسئلة مفتوحة حول فعاليته على المدى البعيد، والمسار المستقبلي للصراع بين إسرائيل وإيران، ليؤكد على أن الحل الدبلوماسي يظل حاسماً لتحقيق استقرار دائم.
وأبرزت الورقة أن الهجوم الإسرائيلي على إيران يُعد تتويجاً لسنوات من البناء الاستراتيجي والتقييمات الاستخباراتية، وأنه جاء كرد فعل على تسريع إيران لتخصيب اليورانيوم وتجاهلها للتحذيرات الدولية. وأن العملية العسكرية الإسرائيلية تميزت بعنصر المفاجأة، فقد حيدت في البداية قدرة إيران على الرد، ثم ركزت لاحقاً على منشآتها النووية. وقد أظهرت العملية أهمية العمل الحاسم في جعل الردع ذا مصداقية، كما أكدت تصميم إسرائيل على الدفاع عن مصالحها الوطنية.
ثم خلصت الورقة إلى حقيقة مفادها أنه على الرغم من أن العملية العسكرية قد حققت مكاسب كبيرة، إلى أن الصراع مع إيران يعد أبعد ما يكون عن نهايته، وأن الحل الدبلوماسي ضروري لترسيخ النتائج وضمان الاستقرار الإقليمي. وهي نقطة بالغة الأهمية. فالهجوم العسكري، حتى لو كان ناجحاً على المدى القصير، نادراً ما يكون حلاً نهائياً. وغالباً ما يتطلب الأمر جهوداً دبلوماسية مكثفة لمتابعة النتائج العسكرية وتحويلها إلى استقرار دائم، وإلا فقد يؤدي إلى جولة جديدة من التصعيد. وقد أثارت الورقة في تحليلها للهجوم الإسرائيلي على إيران، عدداً من النقاط الجيوسياسية والعسكرية الحرجة. أهمها:
مبررات الهجوم وأهدافه: تربط الورقة الهجوم مباشرة بتسريع إيران لبرنامجها النووي وتجاهلها للتحذيرات الدولية. هذا يشير إلى أن إسرائيل ربما اعتبرت الخيارات الدبلوماسية قد استُنفدت أو لم تعد كافية لاحتواء التهديد النووي الإيراني. الأهداف المزدوجة للهجوم – تعطيل القدرة على الرد ثم استهداف المنشآت النووية – تعكس استراتيجية محسوبة لتقويض القدرة النووية الإيرانية مع تقليل احتمالية الانتقام الفوري.
أهمية عنصر المفاجأة والعمل الحاسم: فقد أكدت الورقة على دور المفاجأة والعمل الحاسم في إظهار مصداقية الردع الإسرائيلية. على نحو يعزز فكرة أن استخدام القوة العسكرية بفاعلية، يمكن أن يغير الحسابات الاستراتيجية للخصم. ومع ذلك، فإن تحقيق المفاجأة والحفاظ على السيطرة في مثل هذه العمليات معقد ومحفوف بالمخاطر.
التصميم الإسرائيلي: أظهرت العملية عزم إسرائيل على حماية مصالحها الأمنية، حتى لو استدعى ذلك عملاً عسكرياً أحادياً ضد برنامج إيران النووي. ولعل هذا ما يؤكد على أنها لا تزال ترى هذا البرنامج يمثل تهديداً وجودياً لها.
التداعيات الإقليمية: أي هجوم بهذا الحجم له تداعيات واسعة النطاق على المنطقة بأسرها. قد يؤدي إلى ردود فعل من وكلاء إيران، أو يغير التحالفات الإقليمية، أو يؤثر على أسعار النفط العالمية. المقالة لا تخوض في هذه التفاصيل ولكنها تشير ضمنياً إلى أن “القتال لم ينته بعد”.
خامسا: مخاطر دفع إيران في الزاوية:
ناقش الدكتور ‹يوئيل غوزانسكي› في الورقة التي نشرها معهد القدس للاستراتيجية والأمن المخاطر المحتملة لدفع إيران إلى الزاوية، الأمر الذي قد يدفع النظام الإيراني لاتخاذ إجراءات متطرفة. مشيرا إلى أنه مع شعور إيران بتزايد الضغوط عليها، قد تلجأ إلى تصعيد سريع لقدراتها النووية العسكرية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى 90% في موقع سري، وقطع علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والإعلان عن قدرات نووية تشغيلية، أو اختبارها.
كما قدمت هذه الورقة تحليلاً ومقلقاً للغاية للمخاطر المحتملة المرتبطة بسياسة “دفع إيران إلى الزاوية”. وسلط الضوء أيضا على سيناريوهات خطيرة أخرى، مثل استخدام مواد كيميائية أو بيولوجية أو إشعاعية، أو تعطيل الملاحة في مضيق هرمز، أو استهداف السفارات والمراكز اليهودية/الإسرائيلية في الخارج. بالإضافة إلى ذلك، قد تصعد إيران الهجمات الإلكترونية، وربما تشل البنى التحتية الحيوية مثل أنظمة الطاقة والمستشفيات والبنوك.
وذكرت الورقة أيضا أن إيران يمكن أن تحرض على أعمال عدائية ضد إسرائيل في الضفة الغربية أو تنشط قوات موالية لها في العراق واليمن ضد دول الخليج أو القوات الأمريكية، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار لصرف الانتباه الدولي. ثم تخلص إلى أن احتمالية لجوء إيران إلى إجراءات متطرفة حقيقية ويجب أخذها على محمل الجد. وعلى كل، يمكن أن نشير إلى النقاط الرئيسية التي ورد بالورقة:
السيناريوهات المتطرفة المحتملة: تفصيل الورقة للسيناريوهات المتطرفة التي قد تلجأ إليها إيران، من التطور النووي السريع إلى الهجمات السيبرانية أو تعطيل الممرات الملاحية، يُظهر فهماً عميقاً لأوراق الضغط التي تمتلكها طهران. هذه السيناريوهات لا تخدم مصالح أي طرف وتسلط الضوء على الحاجة إلى استراتيجية دقيقة.
خطر الانتشار النووي: يُعد التحذير من تطوير إيران السريع لقدرات نووية عسكرية خطراً وجودياً. إن تخصيب اليورانيوم إلى 90% والاختبارات المحتملة تمثل خطوطاً حمراء للعديد من الدول، ويمكن أن تؤدي إلى ردود فعل دولية قوية، بما في ذلك الخيار العسكري.
توسيع دائرة الصراع: إن استهداف مضيق هرمز أو السفارات والمراكز الأجنبية، أو تنشيط الوكلاء في مناطق مثل الضفة الغربية والعراق واليمن، يشير إلى أن رد فعل إيران قد لا يقتصر على المواجهة المباشرة، بل قد يتسع ليشمل استهداف مصالح إقليمية ودولية واسعة، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار أوسع.
التهديدات غير التقليدية: إبراز خطر الهجمات السيبرانية واستخدام المواد الكيميائية أو البيولوجية يُظهر أن التهديد الإيراني لا يقتصر على الوسائل العسكرية التقليدية، وأن إيران قد تستخدم أساليب غير متماثلة لإلحاق الضرر أو فرض الضغط.
الحاجة إلى استراتيجية متوازنة: جوهر ما ورد بالورقة هو التحذير من أن الضغط المفرط، بدون مسارات دبلوماسية أو استراتيجيات خروج واضحة، قد يؤدي إلى نتائج عكسية وخطيرة. وهذا لا يعني التهاون مع التهديد الإيراني، بل يؤكد على ضرورة اعتماد استراتيجية متوازنة تجمع بين الضغط والدبلوماسية لتجنب دفع طهران نحو خيارات يائسة وغير محسوبة.