اتجاهات الخطاب العام في الساحة الفلسطينية
بواسطة :
وقد قسمت اوريت بيرلوف› هذه الدراسة إلى خمسة محاور تقيس من خلالها اتجاهات الخطاب العام في الساحة الفلسطينية:
-
الوعي: فقد تغير الوعي الجمعي الفلسطيني كثيرا، وذلك على العكس من رواية حماس حول عملية طوفان الأقصى التي انطلقت يوم السابع من أكتوبر، من أن الغالبية ابتهجت بالهزيمة التي ألحقتها حماس بإسرائيل، وأصبح الفلسطينيون فخورين بها. ولكن بعد أكثر من خمسمائة يوم من الحرب المكثفة، سجلت المؤشرات تغييرا كبيرا في هذا اتجاهات الرأي العام الفلسطيني، لدرجة أنه سوف يكون من الصعب أن تجد في قطاع غزة من يفسر طوفان الأقصى على أنها انتصار كما زعمت حماس. بل إن الجمهور في غزة يُحمّل حماس المسؤولية عن الكارثة التي حدثت بالقطاع، ويؤكد أيضا أن حماس تسبب بأكبر كارثة في التاريخ الفلسطيني. ويضمن حديثه في هذا الشأن كثيرا من الشتائم؛ من فرط غضبه تجاه يوم السابع من أكتوبر، منها مصطلح (السابع من كندرتي) المنتشر بين جماهير غزة.
-
الوعي والردع: إذ كان للصور التي نشرتها قناة الجزيرة تأثير كبير في الوعي العربي والفلسطيني، وهذا ما رأيناه في الضفة الغربية فقد فرت الغالبية العظمى من سكان مخيم جنين وحتى طولكرم من منازلهم؛ خوفا من أن يدفنوا تحت الأنقاض. كما ضعفت قيمة الصمود بشكل كبير وتزايد الضغط الشعبي على المسلحين لوقف القتال. وأصبح الخطاب السائد في قطاع غزة ‹نحن لسنا دروعا بشرية› أن دماء ‹السنوار› أو ‹الضيف› ليست أهم من دماء أي مواطن في غزة. ومن ثم تعرضت حماس وقيادتها بقطاع غزة لانتقادات شديدة بسبب اختبائها داخل المناطق الآهلة بالسكان؛ مما تسبب في عمليات قتل واسعة للمدنيين.
كما تزايدت الرغبة في العودة إلى فترة ما قبل انقلاب حماس على السلطة الوطنية الفلسطينية، عام 2007م، وهذا ما عكسه الخطاب الفلسطيني الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي أعرب فيه الكثير من سكان غزة عن رغبتهم في عودة السلطة الفلسطينية مرة أخرى؛ لرغبتهم القوية في العودة إلى حياة أكثر عقلانية من دون خوف أو تسول للحصول على ماء وغذاء.
-
الاسرى: أن قيمة إطلاق سراح الاسرى ودفع ثمن باهظ لإطلاقهم قد تراجعت؛ إذ عبر الراي العام في قطاع غزة عن أن سكانه ليسوا على استعداد لدفع الثمن لإطلاق سراح الاسرى. بل ويشير الكثيرين منهم بسخرية إلى أنه إذا كان لدى إسرائيل نحو خمسمائة أسير، فقد أصبح لديهم بعد الحرب أضعاف هذا العدد. ناهيك عن أن ثمة غضب حقيقي متفاقم بين سكان غزة من الاستعراضات العسكرية التي أجرتها حماس ضمن احتفالات إطلاق الاسرى لرفع معنويات سكان القطاع؛ الذي كان له رأي آخر مفاده أنه بعد الحرب كان يجب أن تركز حماس على توفير الغذاء والإيواء واحتياجاتهم اليومية بدلا من هذه المظاهر الفارغة.
-
النكبة والعودة: ‹أردنا العودة إلى حيفا وعكا والآن نطلب بالعودة الى بيت حانون وجباليا› هذ العبارة الأكثر تداولا في الخطاب الغزاوي العام، والذي يشير فيه سكان غزة إلى خسارة الأرض، والنزوح عنها إلى أخرى؛ باعتبارها الدليل الأوضح على هزيمة حماس (ملحوظة: المعبر تحت سيطرة الاوربيين، ونيتساريم تحت سيطرة المخابرات المصرية، والغذاء يُقدم من قبل الأمريكيين).
-
العالم العربي: ‹العرب لا يريدوننا› هناك فهم عميق أن زعماء الدول العربية يفضلون القضاء على حماس، ما عدا مصر، حتى الان لا توجد دولة عربية تستقبل الأسرى المحررين حتى الأكثر تأييدا لحماس.